في تدوينة نشرها على حسابه الخاصّ بالفيسبوك يوم أمس السبت 29 ماي 2021، عاد وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية الأسبق حاتم العشي  على تصريحات  المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة رياض الشعيبي الذي صرّح أنّ زيارة  رئيس الحكومة هشام المشيشي  للدوحة هي زيارة  لتجسيد نتائج الزيارة الخاصة التي قام بها راشد الغنوشي منذ أسابيع إلى قطر. 

واعتبر العشي أنّ ما أعلن عنه الشعيبي هو بمثابة الإهانة لرئيس الحكومة المشيشي وحط واضح من اعتباره كرئيس للحكومة التونسية لأنّه بالنسبة له فهو يزور قطر لتنفيذ وتجسيد اتفاق سابق بين رئيس النهضة الغنوشي وقطر  والتي بموجبه ستعطي قطر لتونس وديعة بـ 2 مليار دولار  وتمكين تونس من 2 مليون جرعة لقاح وإبرام 50 ألف عقد عمل لفائدة اليد العاملة التونسية.

'' وكأن السيد الغنوشي الذي ذهب في زيارة خاصة كرئيس حزب النهضة قد جاء بهذه المكاسب، وما على المشيشي إلاّ تجسيد هذا الإتفاق وهذا فيه عدم احترام لأحد رموز الدولة بصفته رئيس لحكومة الجمهورية التونسية''، وفق نصّ التدوينة. 

وأضاف العشي أنّ من الممكن أن يكون الشعيبي له علم بنية دولة قطر مساعدة تونس في إطار علاقات الأخوة والصداقة منذ سنوات طويلة في إطار التحضير لزيارة رئيس الحكومة مشيرا أنّه لا  يمكن استغلال ذلك لتقزيم دور رئيس حكومة يمثل الدولة التونسية وتضخيم دور رئيس حزب سياسي. وأكّد حاتم العشي أنّه من الضروري أن يقدم رئيس الحكومة نتائج هذه الزيارة بعد عودته إلى تونس وأن يُوضح أنّ تونس هي دولة لها مؤسسات وأنّ الأحزاب السياسية لا دخل لها في العلاقات بين الدول.

كما كشف العشي أنّ وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمان آل ثاني بعد استقباله من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الجمعة الفارط، صرّح قائلا " قطر ليست حزبا سياسيا ولا تتعامل مع حزب سياسي لوجوده في السلطة، نحن نتعامل فقط مع حكومات  طالما أن الشخص منتخب من شعبه... نحن في قطر نتعامل مع الدول ونحترم المؤسسات". 

وأكّد حاتم العشي أنّ تصريح وزير الخارجية القطري يكذب بوضوح كلام مستشار الغنوشي وأنّ الدولة لا تتعامل مع الأحزاب وتتعامل مع رئيس الحكومة وإذا كانت هنالك مجالات للتعاون فسيكون مع الدولة وليس من أجل عيون حزب النهضة. وأضاف العشي أنّه سبق له سنة 2015 أن استقبل وهو وزير لأملاك الدولة السفير القطري السابق عبد الله بن ناصر الحميدي ووقع استقباله خلال سنة 2019 من قبل السفير القطري الحالي سعد بن ناصر الحميدي كشخصية سياسية مستقلة مشيرا أنّه قد أكد له هذا الأخير بكل وضوح أن دولة قطر تتعامل مع تونس كدولة وليس مع أحزاب، وقد ردد أكثر من مرة ذلك.

وتوجّه العشي للشعيبي قائلا ''نحن نقول للسيد الشعيبي أن تونس دولة وليست حزب سياسي. وأتحداه أن تعلن دولة قطر عن إبرام اتفاقات مع تونس حول ودائع أو قروض أو تلاقيح أو غيرها بفضل الزيارة "الخاصة" للسيد راشد الغنوشي''. وأكّد له قائلا  ''السياسة مناورات وكر وفر ولكنها كالرياضة فهي  أخلاق أو لا تكون''. 

الجدير بالذكر أنّ رياض الشعيبي المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أكّد في تدوينة له أنّ زيارة  رئيس الحكومة للدوحة جاءت لتجسيد نتائج الزيارة الخاصة التي قام بها راشد الغنوشي منذ أسابيع مشيرا أنّ برنامج الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام والتي من المنتظر أن يترتب عنها جملة من الاتفاقيات و المشاريع على غرار  2 مليار دولار في شكل قرض ووديعة بنسبة فائدة ضعيفة جدا؛ يبدو أن هذا المبلغ سيصل الى تونس خلال شهر جوان.

رياض الشعيبي وغيره من الإسلاميين الموالين لزعيمهم راشد الغنوشي ولحركة النهضة الإسلامية من خلاله هذه التصريحات يريدون ضرب مصداقية ومكانة رئيس الحكومة هشام المشيشي الذي أصبح رهين طرفين إما أن يستمرّ في الحفاظ على حزامه السياسي مُستندا على النهضة وإما أن يقبل بالصلح والحوار مع رئيس الجمهورية. 

ي.ر